***
مَا هِيَ المنْهَجِية الصَّحِيحة لِتَعْلِيمِ الصِّغَار العِلْم الشَّرعِي وَتحبِيبِهِ إِلَيْهِم؟
***
قال الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله تعالى:
قد جاء عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: { وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ}[1] أنَّ الرَّبَّاني هو الَّذي يُعلِّم النَّاس صغار العلم قبل كباره.
والنَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم له منهجيَّة في تعليم صغار الصَّحابة رضي الله عنهم على طريق السُؤال والجواب، كما في حديث ابن عبَّاس: ((يَا غُلاَم إنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَات)) [2] أو على طريق العمل بمعالجة الخطأ كما في حديث عُمر ابن أبي سلمة لمَّا كانت يده تَطيش في الصَّحْفة؛ هذا من جهة الأساليب، وأيضًا من جهة الأساليب: أن يأخذ له متنًا مختصرًا مُعتمدًا في العلم الَّذي يُريد أن يحفظ فيه، فيُحفِّظُه إيَّاه ويُكرِّره عليه في وقت استراحته وعدم إملاله وسآمته.
وأمَّا من جهة المُحفِّزات: فإنَّه لا يعجز الأب ولا تعجز الأمّ ولا يعجز المدرِّس عن أن يضع محفِّزات، وخصوصًا لصغار السِّن، من جهة الجوائز ومن جهة الهدايا ومن جهة ربط بعض الخرجات أو الطَّلعات أو الخدَمات بإتمام الحفظ أو بإتمام الدَّرس أو بحضوره -أو ما شابه ذلك-.
وهذه المسألة -قضية المنهجيَّة في التَّربية والتَّعليم عند الصِّغار- مسألة طويلة.
وأنتم تعلمون أنَّ ابن أبي زيد القيرواني لمَّا ألَّف الرِّسالة وذكر فيها أربعة آلاف مسألة ألَّفها للصِّغار -صغار السِّن-، بل هو ذكروا في ترجمته أنَّه ألَّفها وهو في السَّابعة عشرة من عمره.
وهذا الأمر -قضيَّة تعليم الصِّغار- من المهمَّات، حتَّى يختلط العلم بمُشاشهم وكما قال الحسن وغيره: (العلم في الصِّغر كالنَّقش على الحجر)
***
تفريغ: أم حور
من الدَّرس الرَّابع \ شرح الواسطية
______
[1] [آل عمران: 79]
[2] [صحَّحه الترمذي]
الشيخ مصطفى ميريم