موقع ومنتدى نساء متضررات ف المجتمع
لأنــنا نعشــق الـتمـــيز وكل من يسعون له
يشـــرفــنـــا إنضـــمـــامـــــك إليــــــنــا
فحياك الله في منتدى نساء متضررات ف المجتمع
موقع ومنتدى نساء متضررات ف المجتمع
لأنــنا نعشــق الـتمـــيز وكل من يسعون له
يشـــرفــنـــا إنضـــمـــامـــــك إليــــــنــا
فحياك الله في منتدى نساء متضررات ف المجتمع

موقع ومنتدى نساء متضررات ف المجتمع

أول موقع ومنتدى سعـــودي وعربي يختص بالمتضررات في المجتمع من المطلقات والمهجورات والأرامل والعوانس وزوجات السجناء والأسر المتعـفـفـه
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 رسالة عزاء إلى أهل البلاء 1 من 2

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أنثى إستثنائيه
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
أنثى إستثنائيه

تاريخ التسجيل : 13/11/2013

رسالة عزاء إلى أهل البلاء 1 من 2 Empty
مُساهمةموضوع: رسالة عزاء إلى أهل البلاء 1 من 2   رسالة عزاء إلى أهل البلاء 1 من 2 Gulfupe6a2bd88c4581الإثنين 11 أبريل 2016, 12:17 am

رسالة عزاء إلى أهل البلاء
د. بدر عبد الحميد هميسه

 
أيها الحبيب المبتلى ؛ يا من قد ابتليت بفقد عزيز , أو ابتليت بمرض أو فاقة أو هم أو غم , أو عقوق , أو جار سوء إن رأى منك حسنة كتمها وأخفاها وإن رأى منك سيئة أذاعها وأفشاها , ويا من قد ابتلي بصديق قد خان الأمانة ولم يحفظ العهد , ويا من قد ابتليت بزوجة سيئة تشيبك قبل أوان المشيب , ويا من قد ابتليت بزوج سيء لا يرقب لله فيك إلاّ ولا ذمة .

إلى نفسي أولاً وإلى هؤلاء جميعا أقدم هذه الرسالة , والتي من خلالها نتعرف على عدة حقائق منها:
1- المؤمن يدرك حقيقة الدنيا
وحقيقة الدنيا تتمثل في أن :
أ- الدنيا دار امتحان وابتلاء .
اعلم – أخي الحبيب – أن الدنيا لا تخلو من بلية ولا تصفو من محنة و رزية لأن الدنيا دار بلاء،وهم وعناء , قال الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (2) سورة الملك. وقال: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (165) سورة الأنعام .
وقال: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155]، وقال سبحانه: \" ألم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ\" [العنكبوت:1-2-3].
وطالما أن الدنيا دار امتحان وابتلاء فإن المرء فيها لا يسلم من المصائب والمعائب .
المرء رهن مصائب لا تنقضي * * * حتى يوسد جسمه في رَمْسِهِ
فمؤجَّلٌ يلقى الردى في غيره* * * ومعجَّل يلقى الردى في نفسهِ
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن : عظني وأوجز . فكتب إليه: إن رأس ما هو مصلحك ومُصلح به على يديك : الزهد في الدنيا ، وإنما الزهد باليقين ، واليقين بالتفكر ، والتفكر بالاعتبار ، فإذا أنت فكّرت في الدنيا لم تجدها أهلاً أن تبيع بها نفسك ، ووجدت نفسك أهلاً أن تُكرمها بهوان الدنيا ، فإن الدنيا دار بلاء ومنزل رحيل .( البيهقي : الزهد الكبير 1/68).
قال الشاعر :
حكم المنية في البرية جاري * * * ما هذه الدنيا بدار قرار
بينما يرى الإنسان فيها مخبرا * * * ألفيته خبرا من الأخبار
طبعت على كدر و أنت تريدها * * * صفوا من الأقذار و الأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها * * * متطلب قي الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما * * * تبني الرجاء على شفير هار
وذكر ابن الجوزي بإسناده عن عبد الله بن زياد قال: حدثني بعض من قرأ في الكتب أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها وبلغ أرض بابل مرض مرضاً شديداً، فعلم أنه مرض الموت وأشفق على نفسه فكتب لأمه معزياً في ذكاء قائلاً: يا أماه، إذا جاءك كتابي فاصنعي طعاماً واجمعي من قدرت من الناس ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة، وتسألي هل وجدت لشيء قراراً. إني لأرجو أن الذي أذهب إليه خيراً مما أنا فيه. فلما وصل كتابه صنعت طعاماً عظيماً وجمعت الناس وقالت: لا يأكل هذا من أصيب بمصيبة. فلم يتقدم أحد من هذا الطعام، فعلمت مراد ابنها فقالت: بني، من مبلغك عني أنك وعظتني فاتعظت وعزيتني فتعزيت فعليك السلام حياً وميتاً. ( تسلية أهل المصائب صـ20،21).
وقال الإمام علي في وصف الدنيا : من صح فيها سقم ومن سقم فيها برم ومن افتقر فيها حزن ومن استغنى فيها فتن حلآلها حساب وحرامها عقاب ومتشابهها عتاب من طلبها فاتته ومن قعد عنها أتته ومن بصر بها بصرته ومن نظر إليها أعمته .
ووصف ابن السماك الدنيا فقال من نال منها مات فيها ومن لم ينل منها مات عليها.(غرر الخصائص الواضحة 55).
يقول ابن الجوزي: ( من أراد أن تدوم له السلامة والعافية من غير بلاء فما عرف التكليف ولا أدرك التسليم).

ب- الدنيا دار ممر لا دار بقاء ومقر.
لقد خلق الله تعالى الدنيا وجعلها دار ممرٍ وليست بدار بقاء ومقرّ، قال تعالى : \" ياقَوْمِ إِنَّمَا هَذه الْحياةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِىَ دَارُ الْقَرَارِ [غافر:39].
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما : \"كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل \" [ رواه البخاري ] . وزاد الترمذي في روايته : ( وعد نفسك من أصحاب القبور) .
وقال صلى الله عليه وسلم مبيناً حقارة الدنيا : (( ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم ، فلينظر بم يرجع )) [ رواه مسلم ] .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( لوكانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ، ما سقى كافراً منها شربة ماء )) [ رواه الترمذي وصححه الألباني ].
ومن وصايا المسيح - عليه السلام - لأصحابه أنَّه قال لهم : اعبُروها ولا تَعمُرُوها ، ورُوي عنه أنَّه قال : من ذا الذي يبني على موجِ البحر داراً ، تلكُمُ الدُّنيا ، فلا تتَّخذوها قراراً ( ابن رجب: كشف الكربة في وصف أهل الغربة18).
وطالما أن الدنيا ليست بدار خلود ولا مقر فعلى المؤمن أن لا يحزن على أي شيء فات منها .
وجاء في التوراة : \" مَنْ أَصْبَحَ مَحْزُونًا عَلَى الدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطًا عَلَى رَبِّهِ , وَمَنْ أَصْبَحَ يَشْكُو مُصِيبَتَهُ فَإِنَّمَا يَشْكُو رَبَّهُ , وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَنِيٍّ فَتَضَعْضَعَ لَهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ , وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَدَخَلَ النَّارَ فَهُوَ مِمَّنِ اتَّخَذَ آيَاتِ اللهِ هُزُوًا \"البيهقي : شعب الإيمان 12/375.
ولله در القائل :
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها***يمسى ويصبح في دنياه سفارا
هلا تركت من الدنيا معانقة حت***ى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها***فينبغي لك ألا تأمن النار
يقول سلمان الفارسي : أضحكني ثلاث : مؤمل للدنيا والموت يطلبه وغافل لا يغفل عنه وضاحك بملء فيه لا يدري الله راضٍ عنه أم ساخط .وابكاني ثلاث فراق الأحبة محمد وصحبه وهول المطلع يوم القيامة ووقوفي بين يدي الله لا ادري الله راض عني أم ساخط .
وها هو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يبكي ذات يوم فتبكي زوجته ويبكي أولاده لماذا يا عمر قال تذكرت منصرف الناس يوم القيامة فريق في الجنة وفريق في السعير.
ج- الدنيا لا يدوم نعيمها ولا بؤسها .
لما كانت الدنيا دار اختبار وابتلاء , ممر لا بقاء فإن نعيمها لا يدوم وكذا الشقاء فيها لا يدوم , فهي لا تبقي غنياً على غناه ولا فقيراً على فقره , ولا صحيحا على صحته , ولا مريضاً على مرضه , فعلى العاقل أن لا يغتر بها ولذلك نبَّه القرآن الكريم إلى الإعتبار بفنائها وزوالها : فقال تعالى : (أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ {205} ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ {206}‏ مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) الشعراء : 205 ـ 207 .
ومع أول غمسة للمؤمن في الجنة لن يتذكر شيئاً من عذاب الدنيا ولا من شدتها , ومع أول غمسة للكافر في النار لن يتذكر شيئاً من نعيم الدنيا ولا من متاعها . عن أنس مرفوعاً: ((يؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت نعيماً قط؟ فيقول: لا والله ما رأيت نعيماً قط، ويؤتي بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ فيقول: لا والله ما رأيت بؤساً قط)) [رواه مسلم].
طلب الرشيد ماء ليشرب، ثم قال لابن السماك : عِظني.فقال له: بالله يا أمير المؤمنين لو مُنعت هذه الشربة بكم تشتريها؟ قال بنصف ملكي، قال: لو مُنعت خروجَها بكم كنت تشتريه؟ قال بنصف ملكي الآخر، فقال إن ملكا قيمته شربة ماء لجدير أن لا ينافس فيه، فبكى هارون.وقال له ابن السماك يوماً: إنك تموت وحدك وتدخل القبر وحدك وتبعث منه وحدك، فاحذر المقامَ بين يدي الله عز وجل والوقوفَ بين الجنة والنار، حين يؤخذ بالكَظَم، وتزل القدم، ويقع الندم، فلا توبةٌ تقبل ولا عثرةٌ تُقال، ولا يقبل فداءٌ بمال.فجعل الرشيد يبكي حتى علا صوته فقال يحيى بن خالد له: يا ابن السماك لقد شققت على أمير المؤمنين الليلة فقام فخرج من عنده وهو يبكي.( الذهبي : تاريخ الاسلام 13/16).
فعلام يقتل الناس بعضهم بعضا ؟ وعلام يتنافسون ؟ . وروى الحافظ ابن عساكر في تاريخه : أن احمد بن عمار الأسدي قال :خرجنا مع أحد المعلمين الصالحين في جنازة ومعه جماعة من أصحابه فرأى في طريقه كلاباً مجتمعة بعضها يلعب مع بعض ويتمَّرغ عليه ويلحسه فالتفت إلى أصحابه فقال : انظروا إلى هذه الكلاب ما أحسن أخلاق بعضها مع بعض ، قال ثم عدنا من الجنازة . وقد طُرحت جيفة وتلك الكلاب مجتمعة عليها ، وهي تهارش بعضها البعض ، ويخطف هذا من هذا ، ويعوي عليه ، وهي تتقاتل على الجيفة . فالتفت المعلم إلى أصحابه فقال لهم : هل رأيتم يا أصحابي متى لم تكن الدنيا بينكم فأنتم إخوان ، ومتى ما وقعت الدنيا بينكم تهارشتم عليها تهارش الكلاب على الجيفة(مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 1/378).
ورد في بعض الآثار أنَّ الله عز وجل أرسل ملك الموت ليقبض روح امرأة من الناس فلما أتاها ملك الموت ليقبض روحها وجدها وحيدة مع رضيعاً لها ترضعه وهما في صحراء قاحلة ليس حولهما أحد ، عندما رأى ملك الموت مشهدها ومعها رضيعها وليس حولهما أحد وهو قد أتى لقبض روحها ، هنا لم يتمالك نفسه فدمعت عيناه من ذلك المشهد رحمة بذلك الرضيع ، غير أنه مأمور للمضي لما أرسل له ، فقبض روح الأم ومضى ، كما أمره ربه: (لا يعصون الله ما أمرهم يفعلون ما يؤمرون بعد هذا الموقف - لملك الموت - بسنوات طويلة أرسله الله ليقبض روح رجل من الناس فلما أتى ملك الموت إلى الرجل المأمور بقبض روحه وجده شيخاً طاعناً في السن متوكئاً على عصاه عند حداد ويطلب من الحداد أن يصنع له قاعدة من الحديد يضعها في أسفل العصي حتى لا تحته الأرض ويوصي الحداد بأن تكون قوية لتبقى عصاه سنين طويلة .عند ذلك لم يتمالك ملك الموت نفسه ضاحكاً ومتعجباً من شدة تمسك وحرص هذا الشيخ وطول أمله بالعيش بعد هذا العمر المديد ،ولم يعلم بأنه لم يتبقى من عمره إلاَّ لحظات .فأوحى الله إلى ملك الموت قائلاً : فبعزتي وجلالي إنَّ الذي أبكاك هو الذي أضحكك ( علي نايف الشح ود : المفصل في شرح آية الولاء والبراء 337).
قال الشاعر:
تَبَّاً لدارٍ لا يدومُ نعيمُها** ومَشيدُها عمّا قليلٍ يَخربُ
لا تأمَنِ الدَّهرَ الخَؤُونَ فإنهُ **ما زالَ قِدْماً للرِّجالِ يُؤدِّبُ
وعواقِبُ الأيامِ في غَصَّاتِها **مَضَضٌ يُذَلُّ لهُ الأعزُّ الأنْجَبْ
فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْها تفزْ **إنّّ التَّقيَّ هوَ البَهيُّ الأهيَبُ
واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منهُ الرِّضا **إن المطيعَ لهُ لديهِ مُقرَّبُ
2- في أنبياء الله أسوة وقدوة
إن الابتلاء سنة عامة وماضية في الخلق جميعاً يتساوى فيها الصالحون والفاسدون , المحسنون والمسيئون , النبيون وغير النبيين , بل إن الأنبياء والرسل الكرام من أشد الناس محنة وابتلاء ؛ إذ هم موضع القدوة ومناط الأسوة , عَنْ سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ , ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ , فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ , فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ , وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ , فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ . رواه الترمذي (2398)صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (143).
والمتأمل في حياة الأنبياء والرسل الكرام تتضح له هذه الحقيقة جلية واضحة,فها هو الخليل إبراهيم عليه السلام ابتلي بمعاداة أبيه وقومه له ، وبالإلقاء في النار , قال الله تعالى : ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمْ الأَخْسَرِينَ ) الأنبياء/68-70 .
وقال الله تعالى عن موسى : ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ) الصف/5 .
وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} (69) سورة الأحزاب.
وقال تعالى عن حبيبه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم : ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) التوبة/61 .
والمتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنه ما من ابتلاء من ابتلاءات ومحن الدنيا إلا ابتلى بها صلى الله عليه وسلم , فقد ابتلي باليتم صغيرا , كما ابتلي بتكذيب قومه ومعاداتهم له , قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ﴾ الأنعام: من الآية 34 ,واتهم صلى الله عليه وسلم – وحاشاه – بالجنون وبالسحر وبالشعر , وحتى أنهم أخرجوه من بلده التي هي أحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إليه , واتهم بأذى جيرانه من المشركين , وبتخلي بعض عشيرته عنه ومعاداتهم لدعوته , كما أنه قد ابتلي صلى الله عليه وسلم بفقد عزيز , حيث فقد السيدة خديجة رضي الله عنها التي واسته بنفسها ومالها , كما فقد عمه أبا طالب في عام سُمي بعام الحزن , كذا فقد ستة من أبنائه في حياته : القاسم وعبد الله وإبراهيم , ورقية وأم كلثوم وفاطمة , ولم تعش بعده إلا فاطمة الزهراء رضي الله عنها , كما ابتلي صلى الله عليه وسلم بالمرض وظل يعاني من أثر السم الذي دس له في الطعام , حتى لحق بالرفيق الأعلى , عن عَبْدُ ا للهِ بْنُ مَسْعُودٍ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكَاً شَدِيدَاً فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكَاً شَدِيدَاً فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلْ إِني أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلانِ مِنْكُمْ فَقُلْتُ ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلْ ثمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذىً مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلا حَطَّ اللهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا \" ( متفق عليه ).
كما ابتلي صلى الله عليه وسلم بالفقر عنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ؛ أنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ:وَاللَّهِ يَا ابْنَ اُخْتِي إِنْ كنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهلالِ ثُمَّ الْهِلالِ ثُمَّ الْهِلالِ ، ثَلاثَةَ اهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ ، وَمَا اُوقِدَ فِي ابْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ . قَالَ : قُلْتُ : يَا خَالَةُ . فَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ ؟ قَالَتِ : الاسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ .أخرجه أحمد 6/244 و\"البُخَارِي\" 3/201 و 8/121 .
كما ابتلي صلى الله عليه وسلم بالطعن عليه في عرضه وشرفه حينما اتهم المنافقون والمرجفون السيدة عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق , العفيفة الشريفة الطاهرة المطهرة والمبرأة من فوق سبع سموات بالفاحشة , إلى غيرها من المحن والابتلاءات التي مر بها صلى الله عليه وسلم .
فاصبـر لكـل مصيبـة وتجـلـدِ‍* * واعلـم بـأن المرء غير مخلد
واصبر كما صبــر الكرام فإنهـا‍* * نوبُ اليـوم تُكشَف فـي غدِ
مـن لم يصب ممـن ترى بمصيبة؟‍* * هذا سبيل لستَ عنه بأوحـد
فإذا ذكـرت مصيبـة ومصـابهـا‍* * فاذكـر مصابـك بالنبي محمـد
قال ابن القيم في \" الفوائد\" ص (42) : \" الطريق طريقٌ تعِب فيه آدم ، وناح لأجله نوح ، ورُمي في النار الخليل ، وأُضْجع للذبح إسماعيل ، وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ، ونُشر بالمنشار زكريا ، وذُبح السيد الحصور يحيى ، وقاسى الضرَّ أيوب ... وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم \" انتهى .
وأما الحكمة في ابتلاء الأنبياء ؛ فقد قال ابن القيم في \"بدائع الفوائد\" (2/452) : \" فإنه سبحانه كما يحمي الأنبياء ويصونهم ويحفظهم ويتولاهم فيبتليهم بما شاء من أذى الكفار لهم :
1- ليستوجبوا كمال كرامته .
2- وليتسلى بهم من بعدهم من أممهم وخلفائهم إذا أوذوا من الناس فرأوا ما جرى على الرسل والأنبياء صبروا ورضوا وتأسوا بهم .
3- ولتمتلئ صاع الكفار فيستوجبون ما أعد لهم من النكال العاجل والعقوبة الآجلة فيمحقهم بسبب بغيهم وعداوتهم فيعجل تطهير الأرض منهم .
فهذا من بعض حكمته تعالى في ابتلاء أنبيائه ورسله بإيذاء قومهم ، وله الحكمة البالغة . والنعمة السابغة ، لا إله غيره ، ولا رب سواه \" .

4- البلاء قد يكون بالنعم
إن الابتلاء قد يكون بالنعم ؛ وليس بالنقم ؛ فالمرء ينصرف فكره دائما للآلام والمصائب والأحزان إذا قيل ابتلاء بل إن الابتلاء بالنعم أشد وأعظم ولكن .. من أنعم الله عليه وغمره بواسع فضله ومنه ينصرف قلبه إلى الدنيا وملذاتها , وللراحة وهدأتها ... فقد يظلم و ينسى نفسه الغارقة في ملكوت نعيمه , فيقع منه الكثير الكثير ممَ يظلم به نفسه أويظلم به غيره .. بقصد أو بدونه وإن نجى من الظلم , فليس أقل من أن ينسى أن يشكر تلك النعم وينسبها لصاحبها جلّ شأنه سبحانه .. وهذا أعظم إجحاف وأشد ظلم .... بل هو الابتلاء الحقيقي!.
قال تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (35) سورة الأنبياء , وقال عن السابقين: \"وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ\" [لأعراف:168]،وقال على لسان سليمان عليه السلام {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} (40) سورة النمل.
قال الشاعر:
قَدْ يُنْعِمُ اللَّهُ بِالْبَلْوَى وَإِنْ عَظُمَتْ * * * وَيَبْتَلِي اللَّهُ بَعْضَ الْقَوْمِ بِالنِّعَمِ
وقد قص علينا النبي صلى الله عليه وسلم قصة الثلاثة الذين ابتلاهم الله بالنعم فشكر منهم من شكر وكفر منهم من كفر , عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى عَمْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ ثَلاَثَةً فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقَالَ أَىُّ شَىْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّى الَّذِى قَدْ قَذِرَنِى النَّاسُ . قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ وَأُعْطِىَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا قَالَ فَأَىُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الإِبِلُ أَوْ قَالَ الْبَقَرُ شَكَّ إِسْحَاقُ إِلاَّ أَنَّ الأَبْرَصَ أَوِ الأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا الإِبِلُ وَقَالَ الآخَرُ الْبَقَرُ قَالَ فَأُعْطِىَ نَاقَةً عُشَرَاءَ فَقَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا قَالَ فَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَالَ أَىُّ شَىْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّى هَذَا الَّذِى قَذِرَنِى النَّاسُ . قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ وَأُعْطِىَ شَعَرًا حَسَنًا قَالَ فَأَىُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْبَقَرُ . فَأُعْطِىَ بَقَرَةً حَامِلاً فَقَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا قَالَ فَأَتَى الأَعْمَى فَقَالَ أَىُّ شَىْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ إِلَىَّ بَصَرِى فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاسَ قَالَ فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ . قَالَ فَأَىُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْغَنَمُ . فَأُعْطِىَ شَاةً وَالِدًا فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا قَالَ فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنَ الإِبِلِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْبَقَرِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ . قَالَ ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِى صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ قَدِ انْقَطَعَتْ بِىَ الْحِبَالُ فِى سَفَرِى فَلاَ بَلاَغَ لِىَ الْيَوْمَ إِلاَّ بِاللهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِى أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِى سَفَرِى . فَقَالَ الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ . فَقَالَ لَهُ كَأَنِّى أَعْرِفُكَ أَلَم ْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ فَقَالَ إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَالَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ . فَقَالَ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ . قَالَ وَأَتَى الأَقْرَعَ فِى صُورَتِهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا فَقَالَ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ . قَالَ وَأَتَى الأَعْمَى فِى صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ انْقَطَعَتْ بِىَ الْحِبَالُ فِى سَفَرِى فَلاَ بَلاَغَ لِىَ الْيَوْمَ إِلاَّ بِاللهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِى رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِى سَفَرِى فَقَالَ قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِلَىَّ بَصَرِى فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ فَوَاللهِ لاَ أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ شَيْئًا أَخَذْتَهُ لِلَّهِ فَقَالَ أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ فَقَدْ رُضِىَ عَنْكَ وَسُخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ. أخرجه البخاري 4/208(3464). و\"مسلم\" 8/213 .
روي أنه كان في زمن حاتم الأصم رجل يقال له : معاذ الكبير . أصابته مصيبة ، فجزع منها وأمر بإحضار النائحات وكسر الأواني . فسمعه حاتم فذهب إلى تعزيته مع تلامذته ، وأمر تلميذاً له . فقال : إذا جلست فاسألني عن قوله تعالى : { إن الإنسان لربه لكنود } فسأله فقال حاتم : ليس هذا موضع السؤال . فسأله ثانيا ، وثالثا . فقال : معناه أن الإنسان لكفور ، عداد للمصائب ، نساء للنعم ، مثل معاذ هذا ، إن الله تعالى متعه بالنعم خمسين سنة ، فلم يجمع الناس عليها شاكراً لله عز وجل . فلما أصابته مصيبة جمع الناس يشكو من الله تعالى ؟!!.فقال معاذ : بلى ، إن معاذاً لكنود عداد للمصائب نساء للنعم فأمر بإخراج النائحات وتاب عن ذلك .
ويحكى أن رجلا ابتلاه الله بالعمى وقطع اليدين والرجلين، فدخل عليه أحد الناس فوجده يشكر الله على نعمه، ويقول: الحمد الله الذي عافاني مما ابتلى به غيري، وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلا، فتعجب الرجل من قول هذا الأعمى مقطوع اليدين والرجلين، وسأله: على أي شيء تحمد الله وتشكره؟فقال له: يا هذا، أَشْكُرُ الله أن وهبني لسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا وبدنًا على البلاء صابرًا.

                                    إنتهى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسالة عزاء إلى أهل البلاء 1 من 2
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  رساله عزاء إلى أهل البلاء 2من 2
» رسالة لكل امأة مطلقة او عازبة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ومنتدى نساء متضررات ف المجتمع  :: قـــــســـــــم الــثــقـــافــه الــــــعــــــامـــــــــــــــه :: الــــقــصـــص والـــــــروايــــــــــــات-
انتقل الى: